نظرة على الجهاد العالمي (8-2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017)

أهم أحداث هذا الأسبوع

• احتلال مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بلغ مراحله الأخيرة، حيث تتعرض منطقة البوكمال، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، إلى هجوم مكثف بمشاركة الجيش السوري والمليشيات الشيعية ومقاتلي حزب الله وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) التي تتقدم باتجاه المدينة من جانبي نهر الفرات تحت غطاء جوي روسي مكثف. ويبدو أن القوات الأمامية للمليشيات الشيعية وحزب الله باتت على مبعدة بضعة عشرات الكيلومترات عن البوكمال. يبدو أن جميع هذه القوات والدول الداعمة لها ترغب بالمشاركة في “مشهد النصر” في البوكمال، وهو المشهد الذي يُنهي قيام الدولة الإسلامية على الأراضي السورية. وفي هذا السياق قام قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني بزيارة إلى دير الزور وأخذ صوراً مع عناصر المليشيات الشيعية التي ترعاها إيران برغم كونه في فترة حداد على وفاة والده.
• الأحداث المحلية في شمال هضبة الجولان والتي تنطوي على فتيل انفجار، ألقت بظلالها على الأحداث ذات الأهمية الاستراتيجية في شرق سوريا. حيث قامت تنظيمات المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام (أسستها جبهة النصرة الموالية للقاعدة) في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 بحملة عسكرية بهدف فتح طريق الإمدادات لعناصر المتمردين المحاصرين في مقاطعة بيت جن. وبعد بضعة ساعات من المواجهات أفلح الجيش السوري والمليشيات الموالية له بصد الهجوم وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وأفادت الأنباء عن تجدد الاشتباكات في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017. وأثناء تلك الاشتباكات قام أحد عناصر هيئة تحرير الشام بتفجير سيارة ملغمة في قرية الحضر الدرزية. أسفر التفجير عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً، حيث تربط بعضهم علاقات عائلية مع الطائفة الدرزية في إسرائيل. ورداً على ذلك نشر الجيش الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه سيمنع احتلال القرية بدافع التزامه تجاه السكان الدروز.

تدخُّل الولايات المتحدة ودول التحالف

• في لقاء صحفي أجرته وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك مع رايان ديلون، الناطق بلسان التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، قال الناطق أنه تم الكشف عن قيام تنظيم الدولة الإسلامية باستخدام السلاح الكيماوي بطريقة أولية وغير نافعة في سوريا والعراق. وقال الناطق أن قوات التحالف قد قامت بتدمير ذلك السلاح وأضاف أنه تم العثور في بعض الحالات على قاذفات صواريخ مضادة للدبابات ومنصات إطلاق قذائف هاون ملوثة بمواد كيماوية، حيث كان يحاول تنظيم الدولة الإسلامية تحويلها إلى أسلحة كيماوية. كما وتم العثور على مستودعات لمواد كيماوية، معظمها لأغراض صناعية، يمكن استخدامها في السلاح الكيماوي.
• وأضاف رايان ديلون أن تضاؤل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وبفضل التقارب الذي تم بين القوات العاملة برعاية روسية وبرعاية أمريكية، فقد تحسن التواصل بين القوات بشكل ملحوظ وهناك تنسيق بخصوص كل ما يتعلق بالعمليات الجوية والبرية. كما وهناك محادثات بين الأطراف على أعلى المستويات. وبالنسبة للخطوات المستقبلية التي سيتخذها التحالف قال أن قوات التحالف (أي قوات سوريا الديمقراطية – SDF) تستعد للهجوم على منطقة البوكمال التي تُعتبر المعقل الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا (سبوتنيك، 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2017).
• ووفقا لما نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، فقد صرح مبعوث أمريكي زار سوريا بأن أعمال الولايات المتحدة في سوريا هي عمليات تقديم مشورة ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وحسب. وعلى حد قوله فإن الولايات المتحدة غير معنية بإبقاء قواتها في سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ولم تتعهد بذلك لأي طرف من أطراف المعارضة في سوريا (الأخبار، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أهم التطورات في سوريا

لمحة عامة

• بدأت ترتسم الآن خارطة مناطق السيطرة في سوريا في عهد ما بعد سقوط الدولة الإسلامية. ووفقاً لخارطة السيطرة في سوريا التي نشرها معهد النورس السوري للدراسات الاستراتيجية والتي تتوافق مع الواقع المعروف لنا على الأرض، نستدل على ما يلي:
  • الجيش السوري والقوات الرديفة له يسيطر على معظم الأراضي السورية من نهر الفرات في الشرق وصولاً إلى اللاذقية في الغرب ودرعا في الجنوب. وتشمل مناطق سيطرة القوات السورية كافة المدن الرئيسية في سوريا.
  • تنظيمات المتمردين وأبرزها هيئة تحرير الشام (الموالية للقاعدة) تسيطر على منطقة كبيرة في محيط إدلب. كما وتسيطر على مقاطعات في هضبة الجولان وفي مناطق إلى الشمال الشرقي من دمشق ومناطق قرب الحدود السورية الأردنية (في منطقة التنف).
  • تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على منطقة منحدرات الفرات من جنوب الميادين حتى الحدود السورية العراقية. كما ويتواجد مقاتلو التنظيم في المناطق الصحراوية إلى الغرب من الفرات وعلى امتداد الحدود السورية العراقية إلى الشمال من البوكمال.
  • القوات الكردية تسيطر على شمال شرق سوريا في المحيط الشرقي لنهر الفرات، باستثناء شريط على امتداد الحدود السورية العراقية الذي ظل (حتى الآن؟) تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية. لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) يوجد معقل إلى الغرب من الفرات في منطقة منبج، حيث نجحت في الاستقرار هناك (بفضل الرعاية الأمريكية).
  • تنظيمات المتمردين التي ترعاها الولايات المتحدة تتواجد في محيط التنف قرب الحدود الأردنية وتأثيرها على ما يجري في سوريا يكاد لا يُذكر. وبتقديرنا فإن هذه التنظيمات قد لا تصمد في هذه المنطقة.

محيط دير الزور

   
على اليمين: جنود الجيش السوري يرفعون أعلام الدولة وبنادقهم بعد احتلال دير الزور. على اليسار: جنود الجيش السوري يقومون بدورية في مدينة دير الزور بعد احتلالها من تنظيم الدولة الإسلامية (بطولات الجيش السوري، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

• وبعد احتلال دير الزور باشرت القوات السورية مستعينة بقوات روسية بعمليات تطهير المدينة. حيث قامت وحدات من قوات الهندسة الحربية في الجيش السوري بتمشيط أحياء المدينة وساحاتها بهدف تفكيك الألغام والعبوات الناسفة والسيارات الملغمة التي خلفها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (وكالة الأنباء السورية، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وأفاد مركز التنسيق الروسي في سوريا أن ضباطاً روس قاموا بتمشيط مناطق واسعة من المدينة وضواحيها وقاموا بإخلاء 275 عبوة ناسفة (تاس، 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وافادت التقارير ان عمليات التمشيط أسفرت عن اكتشاف أسلحة كثيرة ودبابات وسيارات ملغمة وورش ومعامل لصناعة الأسلحة. كما وأفادت التقارير عن العثور على مواد كيماوية في أنحاء المدينة، حيث كانت مهيأة للاستخدام أثناء القتال (التلفزيون السوري، وكالة الأنباء السورية، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• وأفادت التقارير أن القتال في دير الزور كبّد تنظيم الدولة الإسلامية خسائر كثيرة بالأرواح، ومن جملتهم قادة ومقاتلين أجانب. كما وخسر التنظيم أسلحة ومعدات ومستودعات أسلحة وذخائر. وزرع تنظيم الدولة الإسلامية آلاف الألغام والعبوات الناسفة في شوارع المدينة وفي المنازل التي كان يستخدمها في دير الزور، وذلك بهدف إعاقة تقدم قوات الجيش السوري (سانا، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

   
بعض من أسلحة تنظيم الدولة الإسلامية الكثيرة التي ضبطها الجيش السوري في دير الزور (التلفزيون السوري، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

تقدم مختلف القوات باتجاه البوكمال

•  الوسائل الإعلامية الموالية لنظام بشار الأسد نشرت صوراً لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني أثناء زيارته في نهاية الأسبوع لدير الزور. وأفادت التقارير أن قاسم سليماني قام بلقاء مقاتلي لواء الباقر، وهي مليشيا شيعية تعمل برعاية إيران (ARABI 21، 5تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وزيارة سليماني للمنطقة تشهد على نية إيران لأن تكون شريكة مركزية في تشكيل الواقع على الحدود السورية العراقية بعد سقوط البوكمال وانهيار الدولة الإسلامية.
• لواء الباقر هو مليشيا تدعم نظام الأسد وتعمل برعاية إيرانية. تاسست هذه المليشيا في عام 2014 ويبلغ تعدادها حوالي مائتي مقاتل سوري أصلهم من محافظة حلب (enabbaladi.net، 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2016). وتفيد التقارير بأن هذه المليشيا تأسست بمشاركة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس للمشاركة في المعركة على حلب وعمل ضباط من الحرس الثوري الإيراني على تدريب مقاتليها. قائد المليشيا هو الحاج خالد المُلقب أبو حسين. وقد التقطت صورة للحاج خالد في تموز/ يوليو 2016 برفقة قاسم سليماني (rojavanews، 31 تموز/ يوليو2016). وأثناء زيارة قام بها قاسم سليماني إلى سوريا في تموز/ يوليو2017، قام بزيارة لمنطقة جنوب دير الزور والتقى هناك بالحاج خالد وبمقاتلي لواء الباقر (syrianpc.com، 8 تموز/ يوليو2017).

الدعم الروسي

• أفادت وزارة الدفاع الروسية أنه وخلال التمهيد للهجوم البري على البوكمال، قامت طائراتها بعيدة المدى وقوات سلاح البحرية الروسية المرابطة في الشرق الأوسط بهجوم مكثف على تنظيم الدولة الإسلامية لمدة ثلاثة أيام. ووفقاً لما جاء على لسان وزارة الدفاع الروسية فقد شاركت على الأقل ست قاذفات استراتيجية (“”Tu-22M3) وغواصتين (“كولبينو” و”ويليكي نوفغورود”) في ضرب البنية التحتية لتنظيم الدولة الإسلامية قرب البوكمال. وتم بالمجموع تنفيذ 18 ضربة وأطلقت تسعة صواريخ مجنحة من غواصات في البحر المتوسط عن بعد 650 كيلومتر. وقامت طائرات روسية مقاتلة انطلقت من مطار حميميم في سوريا بالتغطية على القاذفات الاستراتيجية وبعد انتهاء القصف عادت القاذفات الاستراتيجية إلى قواعدها في روسيا. واسفرت تلك الضربات عن تدمير معاقل لتنظيم الدولة الإسلامية ومستودعات أسلحة وذخيرة وحشود للمقاتلين ومراكز قيادة وتحكم هامة (موقع وزارة الدفاع الروسية، 4،3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 عادت القاذفات الاستراتيجية TU-22M3 من قواعدها في روسيا وقصفت مرة أخرى مخازن أسلحة وذخيرة ومراكز قيادة وتحكم تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في البوكمال (وفي طريقها مرت عبر الأجواء العراقية والإيرانية). وقامات طائرات روسية حربية من قاعدة حميميم بالتغطية على القاذفات الاستراتيجية. وبعد الانتهاء من الضربة عادت القاذفات إلى قواعدها (موقع وزارة الدفاع الروسية، 4،3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

رد تنظيم الدولة الإسلامية

• لم تُلاحظ في صفوف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مقاومة منظمة ومنهجية للقوات السورية في دير الزور وفي محيطها. في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أفادت التقارير عن مقتل أكثر من مائة شخص وجرح عدد كبير جراء تفجير سيارة ملغمة لتنظيم الدولة الاسلامية استهدفت تجمعاً للنازحين الفارين من دير الزور على الجانب الشرقي من نهر الفرات (الميادين، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). ومن جملة القتلى عدد كبير من النساء والأطفال (التلفزيون السوري، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

الحرب في شمال هضبة الجولان

منشور وزعته تنظيمات المتمردين عن الهجوم وأهدافه

• في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 وزعت غرفة عمليات جبل الشيخ وتنظيم يُسمي نفسه “جيش محمد”^[1] منشوراً عن الهجوم وأهدافه. وجاء في المنشور أن هدف المعركة هو تخفيف الضغط على المقاتلين في بيت جن وطرد الاحتلال (أي: الجيش السوري ومؤيديه) وفك الحصار وتحرير المعتقلين. وتم من خلال المنشور توجيه نداء إلى سكان القرى المجاورة لقرية بيت جن وعلى رأسها قرية الحضر للتصدي للنظام السوري وسحب أبنائهم من الخدمة في المليشيات المتعاونة مع النظام السوري في “اعتدائها على المستضعفين”. وجاء في البيان أن ليست هناك نية للاعتداء على سكان قرية الحضر أو ممتلكاتهم (بيان كاذب، حيث أن السيارة الملغمة التي تم تفجيرها في قرية الخضر أسفرت عن مقتل 16 شخصاً على الأقل)(الديار، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

مجرى الهجوم

• في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 هاجمت تنظيمات المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام عدداً من مواقع الجيش السوري ومواقع المليشيات المساندة له على مبعدة بضعة كيلومترات من الشمال الغربي لقرية الحضر. صدت القوات السورية الهجوم وقامت بهجوم مضاد قُتل خلاله عشرات من عناصر هيئة تحرير الشام ومن جملتهم صائل حسن العيط، القائد العسكري للهجوم (موقع مراسلون، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017; دمشق الآن، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وبعد اشتباكات استمرت بضع ساعات قامت القوات الموالية للجيش السوري بصد المتمردين ودحرهم إلى مواقعهم ما قبل الهجوم (دمشق الآن، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أفادت الأنباء عن تجدد الاشتباكات بين الجيش السوري وبين تنظيمات المتمردين على عدد من المحاور في محيط قرية حضر. وأفادت التقارير بأن الجيش السوري قام بقصف مدفعي على مناطق القتال (المرصد السوري لحقوق الإنسان).

تفجير سيارة ملغمة في بيت جن

• وأثناء الهجوم قام عناصر هيئة تحرير الشام بتفجير سيارة ملغمة في قرية حضر الدرزية. وأسفر التفجير عن مقتل 16 شخصاً على الأقل. وقام بتفجير السيارة الملغمة عبد الرحمن الأنصاري البالغ من العمر 17 سنة وهو عنصر من عناصر هيئة تحرير الشام من قرية بيت جن. ورداً على ذلك نشر الجيش الإسرائيلي بياناً مفاده أنه سيمنع احتلال القرية انطلاقاً من التزامه تجاه السكان الدروز (هآرتس، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

   
تفجير السيارة الملغمة التي أرسلتها هيئة تحرير الشام في قرية حضر الدرزية (حساب تويتر J.Alashkar@j_alashkar، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). على اليسار: أبو عبد الرحمن الأنصاري، عنصر من هيئة تحرير الشام قام بتفجير السيارة الملغمة في قرية حضر (حساب تويتر Rose@alroser96، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

الخسائر بالأرواح في صفوف الجيش السوري والمتمردين وإبداء التأييد للنظام السوري في قرية الحضر

• أفادت وسائل الإعلام السورية عن وقوع ما لا يقل عن عشرين قتيلاً من صفوف الجيش السوري في حين سقط من صفوف المتمردين 11 مقاتلاً ومن جملتهم ثلاثة قادة (المرصد السوري لحقوق الإنسان، 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وفي خبر آخر قيل أن 15 من سكان قرية حضر قتلوا أثناء الهجوم على القوات السورية وعلى تنظيمات الإرهابيين (يوتيوب نقلاً عن بيان لأحزاب الاتحاد العربي، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تم نشر شريط مصور يظهر فيه دروز أثناء مظاهرة تأييد للنظام السوري في قرية حضر. وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للرئيس بشار الأسد “بالروح بالدم نفديك يا بشّار” (يوتيوب SABEELable،
  3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أهم التطورات في العراق

محافظة الأنبار

• أعلن الجيش العراقي أن قواته قد احتلت كذلك معبر حُصَيبة الحدودي (Husybah)، إلى الشمال الغربي من القائم (حساب تويتر IRAQI NATIONAL ARMY@Defense_Iraq، 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وعلاوة على ذلك وبعد احتلال القائم توجه الجيش العراقي لاحتلال راوه، إلى الغرب من القائم، لاستكمال احتلال معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة (الشرق الأوسط، 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في أنحاء لعراق

• قام عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بتنفيذ أعمال إرهابية وممارسات حرب عصابات في أماكن مختلفة من العراق، حيث لا زالت تنشط في تلك الأماكن مجموعات محلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. ويبدو أن حجم هذه الهجمات بدأ يتراجع بعد انهيار الدولة الإسلامية: فيما يلي التفاصيل:
• محافظة ديالى: قامت خلية مؤلفة من بضعة عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بالهجوم على مواقع للجيش العراقي والمليشيات الشيعية في محطة جمرك الصفره، إلى الشمال الشرقي من بغداد. وزعم تنظيم الدولة الإسلامية بقتل أكثر من تسعة جنود عراقيين جراء الاشتباكات. كما وفجر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية عبوة ناسفة استهدفت رتلاً من سيارات الجيش العراقي التي قدمت إلى المكان (حق، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل اثنان من عناصر الحشد الشعبي (المليشيات الشيعية برعاية إيران) جراء تفجير عبوة ناسفة زرعها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة المقدادية إلى الشمال الشرقي من بغداد (حق، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).
• محافظة بغداد: قُتل خمسة مواطنين جراء تفجير عبوة ناسفة في منطقة هور رجب (Hur Rajab)، في جنوب مدينة بغداد (السومريه نيوز، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

مصر وشبه جزيرة سيناء

إحباط محاولة هجوم على قوات الأمن المصرية

• أعلن الجيش المصري أن قواته قد أحبطت هجوماً لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. وأسفرت العملية عن قتل ستة مسلحين وجرح خمسة غيرهم. وقام سلاح الجو المصري من خلال مساندته للقوات البرية بتدمير سيارات وبنايتين كان عناصر التنظيم يختبئون فيها (صفحة فيسبوك الناطق بلسان الجيش المصري، 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

أعمال تنظيم الدولة الإسلامية في دول أخرى

مزيد من التفاصيل عن عملية الدهس في نيو يورك^[2]

• في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 نشر تنظيم الدولة الإسلامية بياناً تبنى من خلال المسؤولية عن تنفيذ عملية الدهس في نيويورك. ويتضح من تحليل البيان أنه يختلف عن بيانات تبني المسؤولية السابقة: تم نشر البيان بعد فترة طويلة نسبياً، أكثر من يومين بعد تنفيذ العملية. وذلك برغم كونها عملية ناجحة حسبما يرى تنظيم الدولة الإسلامية وكان بالإمكان توظيفها لتحقيق مكاسب إعلامية كثيرة (كان التنظيم سابقاً يسارع إلى تبني المسؤولية عن العمليات، بما فيها تلك العمليات التي لم يثبت أن عناصره قاموا بتنفيذها). وكذلك تم نشر بيان تبني المسؤولية على هيئة تقرير صحفي في أسبوعية النبأ الصادرة عن تنظيم الدولة الإسلامية وليس كبيان رسمي بالصيغة والشكل المعتاد لبيان تبني المسؤولية الذي كانت تنشره وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية^[3].
• وجاء في بيان تبني المسؤولية أن التنظيم هاجم عددا من “الصليبيين” في نيو يورك قرب النصب التذكاري لكارثة التوأم. وتضمن التقرير اقتباسات منقولة عن وسائل إعلام تفيد بمقتل ثمانية أشخاص وجرح 12 آخرين. كما وقيل في التقرير أن العملية تسببت بالهلع في الولايات المتحدة وأدت إلى تشديد التدابير الأمنية على دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة. ووفقاً لما جاء في التقرير فإن هذه العملية وعمليات أخرى هي استجابة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الولايات المتحدة وفي أوروبا لنداءات استهداف مواطني الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية (النبأ، 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

    
على اليمين: بيان تنظيم الدولة الإسلامية لتبني المسؤولية عن عملية الدهس في نيو يورك (حق وموقع تشارك الملفات، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). على اليسار: الصيغة المألوفة لبيانات تنظيم الدولة الإسلامية لتبني المسؤولية. مثلاً: بيان تنظيم الدولة الإسلامية لتبني المسؤولية عن عملية سوق عيد الميلاد في برلين ( أعماق، 20 كانون أول/ ديسمبر 2016)

• وتبينت مزيد من التفاصيل بخصوص طريقة تنفيذ العملية من خلال لائحة الادعاء التي تم تقديمها بحق سايفولو سايبوف (نيو يورك تايمز، 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017):
  • ووفقاً للائحة الاتهام فقد بدأ سايفولو سايبوف بالتخطيط لتنفيذ العملية منذ ما يقارب السنة. وقبل شهرين قرر استخدام السيارة التجارية بغية التسبب بأكبر عدد من الإصابات. واستأجر السيارة التي استخدمها لتنفيذ العملية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2017 لكي يتمرن على السياقة في شوارع نيو يورك. واختار سايبوف تنفيذ العملية في 31 تشرين الأول/ أكتوبر، ليلة الاحتفال بعيد الهالويين، لأنه كان يعلم أن الشوارع ستكون مكتظة بالبشر في هذا اليوم.
  • وفي أحد الهواتف المحمولة التي تم العثور عليها في السيارة كان هناك أكثر من تسعون شريطاً مصوراً تبدو كأشرطة دعائية لتنظيم الدولة الإسلامية. ومن جملة المواد التي تم العثور عليها، أشرطة مصورة لعمليات إعدام شنيعة نفذها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك تعليمات لتركيب عبوة ناسفة مرتجلة. واستلهم سايبوف تنفيذ العملية من مشاهدة أشرطة تنظيم الدولة الإسلامية الموجودة في هاتفه المحمول. وقد تأثر سايبوف بشكل خاص بشريط فيديو يظهر فيه أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، ينادي من خلاله المسلمين في الولايات المتحدة وفي كل مكان للرد على قتل المسلمين في العراق.
  • وتم العثور في السيارة على حقيبة وبداخلها سكاكين، لكن سايبوف لم يقدر على الوصول إليها قبل خروجه من السيارة (وبتقديرنا فقد يدل ذلك على أن سايبوف خطط لتنفيذ عملية دهس وطعن معاً، وهذا أسلوب عمليات مألوف).
  • وطلب سايبوف تعليق راية تنظيم الدولة الإسلامية في غرفته في المستشفى.
  • وأعلنت الشرطة الفدرالية-FBI عن اعتقالها محمدزور قديروف (Mukhammadzoir Kadirov)، وهو مواطن أوزبكي كان يعرفه سايفولو سايبوف بشبهة تورطه في العملية.

عملية ضد قوات الأمن اليمنية في عدن

• في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 أعلن تنظيم الدولة الإسلامية عن مقتل 69 عنصراً من قوات الأمن اليمنية في هجوم نفذه مقاتلو التنظيم في عدن. قام مقاتلو من تنظيم الدولة الإسلامية في ساعات الصباح بهجوم على مبنى مديرية البحث الجنائي التابعة لوزارة الداخلية اليمنية. قام إرهابي من تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة سيارة ملغمة واقتحم بها البوابة الرئيسية للمديرية أثناء إجراء الطابور الصباحي وقام بتفجيرها. أسفر التفجير عن مقتل 29 شخصاً. ومن ثم قام ثلاثة إرهابيون آخرون بافتحام بناية مديرية التحقيق الجنائي وقتلوا 21 ضابطاً وإدارياً. قامت قوات الأمن اليمنية بإرسال تعزيزات على موقع العملية وخلال الاشتباكات بين الأطراف قام أحد الإرهابيين من تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير سترة ناسفة كان يرتديها وتسبب بمقتل وجرح أكثر من ثلاثين عنصراً من قوات الأمن اليمنية. واستمرت الموجهات بين الأطراف حوالي 11 ساعة (حساب تويتر هلا@Shk39s، 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017).

الحرب المعنوية

تنظيم الدولة الإسلامية ينشر رسماً بيانياً لمعلومات تلخص أعماله في سوريا منذ عام 1438 هجري

• نشر تنظيم الدولة الإسلامية في أسبوعية النبأ رسماً بيانياً يلخص فيه أعمال التنظيم خلال الفترة الممتدة ما بين 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حتى 20 أيلول/ سبتمبر 2017 (حق وموقع تشارك الملفات، 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017). وبحسب البيان فقد نفذ تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنة 311 عملية انتحارية ودمر 831 سيارة. كما وتسبب بمقتل وجرح 11182 جندياً من الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (SDF) وقوات المتمردين. ويذكر البيان بالتفصيل عدد القتلى والجرحى في مختلف المحافظات.

The post نظرة على الجهاد العالمي (8-2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) appeared first on مركز المعلومات حول الاستخبارات والارهاب على اسم اللواء مئير عميت
.